أظهرت نتائج دراسة حديثة أن الجلوس لفترات طويلة لا يلحق أضرارا بالظهر فحسب إنما يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكرى وكذلك الأمراض السرطانية، سواء تم ممارسة الرياضة بعد فترات الجلوس الطويلة هذه أم لا، وذلك وفقا لما ورد فى صحيفة "دى فيلت" الألمانية.
ووفقاً للدراسة الموسعة التى أجرتها العالمة الألمانية "دانيلا شميد" بجامعة "ريجينسبورج" الألمانية، تبين أن الجلوس والتصلب فى وضعية واحدة لفترات طويلة يعرض حياة الإنسان للخطر، إذ أنه يؤثر على القلب والدورة الدموية، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، فضلاً عن تأثيره السلبى على عملية التمثيل الغذائى للأنسولين ما قد يؤدى أيضاً إلى الإصابة بالسكرى.

وأوضحت شميد أنه تبين أيضا خلال البحث ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون وسرطان عنق الرحم وكذلك سرطان الرئة لدى الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة عن غيرهم لافتة إلى أن الجلوس يعد عامل خطورة على صحة الإنسان لا يقل فى ضرره عن التدخين.

ولتجنب هذه المخاطر شددت شميد على ضرورة تجنب الجلوس لفترات طويلة والثبات فى وضعية واحدة بصورة مستمرة. ونظرا لأنه لا يمكن لموظفى العمل المكتبى مثلا تحقيق ذلك نتيجة طبيعة عملهم التى تستلزم الجلوس لفترات طويلة، لذا تنصحهم العالمة الألمانية بالوقوف لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق كل ساعة أثناء الجلوس للعمل، لافتة إلى أنه يفضل أيضا إتمام بعض مهام العمل أثناء الوقوف كإجراء المكالمات الهاتفية مثلاً فى وضعية الوقوف.

وأكدت شميد أنه يمكن بذلك تحقيق قدر من التوازن للعضلات والتخفيف عنها وتجنب الإصابة بنوبات الشد فى الظهر، إلا أنها أكدت فى الوقت ذاته أن العمود الفقرى والمفاصل بحاجة للحركة المستمرة، لذا يفضل التحرك أثناء فترات الجلوس نفسها، لافتةً إلى أنه يمكن تحقيق ذلك على نحو أمثل من خلال تغيير وضعية الجلوس بصورة مستمرة عن طريق الميل إلى الأمام أو إلى الخلف من أن للآخر والاستناد بالذراعين على المكتب أو رفعهما إلى أعلى أثناء الجلوس.

0 التعليقات

إرسال تعليق